فيلم “زيرو”..فعلا زيروووو

عبدالسلام المساتي

الصدفة فقط هي ما أجبرتني على مشاهدة فيلم “زيرو” لمخرجه نورالدين لخماري الذي يحاول أن يظهر لنا أنه يفهم أكثر مما نفهم ،وأنه يرى مغربا غير الذي نراه..يحاول أن يغرد خارج السرب حتى ننتبه له ،وهذا ما يظهر جليا من خلال فيلمه هذا الذي قام ببطولته باقة من نجوم السينما والتلفزيون بالمغرب، في مقدمتهم الهرم المرحوم محمد مجد، صلاح الدين بن موسى،سعيد باي،عزيز داداس، رفيق بوبكر ،راوية ،بشرى أهريش، مريم الزعيمي ،وداد..وغيرهم.تعمدت ذكر أغلب الأسماء لأوضح لكم أن الفيلم كوجوه كان من المفروض أن يكون قيما ويعالج قضايا حقيقية تنخر عمق المجتمع .ولكن كعادة لخماري فهو يبحث عن كل ما يحدث بالظلمة ليخرجه لنا ،يبحث عن الحالات النادرة وعن الاستثناء ليجعل منه قاعدة ويحاول أن يؤكد لنا ذلك من خلال الصورة والحوار.
الفيلم عموما يناقش فكرة إحباط الشباب وجعلهم رقم صفر(زيرو)دون محاولة لمنحهم الفرصة من أجل أن يثبتوا قدراتهم و كفاءاتهم المهنية خاصة.. و أنه إذا أتيحت لهم هذه الفرصة فقد يصبحوا “نامبر وان” داخل المجتمع. مناقشة هذه الفكرة من خلال الفيلم كانت يمكن أن تنال إعجاب الجمهور والنقاذ لو أنها تمت بأسلوب مغاير و حوار مغاير و صورة مغايرة..فمنذ اللقطة الأولى للفيلم اتخذت الكلمات النابية مكانا على لسان البطل”العاهرة”(طبعا قالها بالدارجة المغربية)ليسير على نهجه باقي الممثلين و الممثلات بقاموس نابي لم أعهده حتى في الشوارع الشعبية جدا .
لقد حز في نفسي أن أرى و أسمع محمد مجد و صلاح الدين بن موسى يرددان كلاما نابيا جدا من قبيل(ولد العاهرة..)و أن أسمع أيضا بشرى أهريش و راوية ترددان كلمات ساقطة “كالقواد”..!!أما أكثر ما أثار اشمئزازي هو مشهد سعيد باي عاريا ،ولكني بنفس الآن أشفقت لحاله لأني متأكد تماما أنه ليس حب السينما ما جعله يتعرى بل الإغراء المادي..هو نفس الأمر ينطبق على باقي الممثلين ،فليس من المنطق أن يأتي محمد مجد إلى آخر أعماله و يهدم صورته العظيمة التي بناها لسنوات طوال إلا إذا كان المقابل مغريا جدا..فالفيلم لا يحمل أية رسائل فنية .
على مدى الساعة والنصف و أنا أحاول أن أفهم ما يحاول المخرج أن يقوله لنا من خلال الحوار النابي و المشاهد الجنسية فلم أجد شيئا..
أعتقد أن السي نورالدين لجماري معجب بالمخرج المصري خالد يوسف غير أن هذا الأخير يلعب فقط بالصورة دون حوار خادش و يقدم منتوجا سينمائيا و فنيا له قيمة،أما السي لخماري فصورته و حواراته لا تقدم شيئا غير تحريك غرائز المشاهد..

Bookmark the permalink.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *