صوت الصمت

عبد السلام المساتي

أجلس بمقهى صامتة،رفقتي فتاة صامتة،أمامي سيدة صامتة،وخلفها فتاتين مراهقتين صامتتين،وعلى يمينهما شاب يداعب فتاة في صمت…وحدها خيوط دخان السجائر تحاول أن تتكلم ،مالئة المكان..
أنظر للمراهقتين وهما ترتشفان سيجارتيهما في لذة والحزن يملأ عيناهما ،نبرة الحزن بادية على محياهما.. السيدة التي أمامي في كامل زينتها ،تضع أمامها قهوة سوداء وترتشف السيجارة تلو الأخرى دون توقف..وكأنها تحاول أن تمنع عقلها من التفكير ..في نفس اللحظة ولجت المكان فتاة ترتدي البياض ،جلست طلبت القهوة وأخرجت علبة السجائر من حقيبتها وتنهدت بعمق..
سألت رفيقتي:ماذا يحدث بالمجتمع؟؟فطلبت مني أن أصمت لأنه ليس بمقدورها أن تصلح المجتمع وأنها غير قادرة على إصلاح ذاتها..فتركتها صامتة مبتعدا عنها بفكري وأحاسيسي وعيناي..حاولت أن أتدبر في المراهقتين،السيدة والمرتدية للبياض..لماذا تدخن؟؟ماذا يحدث معهن؟؟أهو ظلم المجتمع؟؟أين الأب؟أين الأم؟أين الكل؟؟أين أنت أيتها الجالسة برفقتي لا تحاولين فهمي؟؟لماذا ليس بمقدورك أن تستوعبي أني لست عاشقا للحياة التي أنت عاشقتها؟؟؟.قد أنهزم أمام مشهد..
احتسيت قهوتي بسرعة،قبلت خد رفيقتي ،دفعت للنادل وغادرت في صمت…

Bookmark the permalink.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *