كأس إفريقيا بين إيبولا و الزاكي

عبدالسلام المساتي

إنتظرنا لسنوات طويلة حتى يعطف علينا الإتحاد الإفريقي لكرة القدم و يمنحنا شرف تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم هنا في المغرب. إنتظرنا حتى أعتقدنا أننا بدأنا نصدق أسطورة أننا لا ننتمي إلى قارة إفريقيا!! ولكننا أخيراً حصلنا على هذا الشرف ورقص منصف الخياطي (الوزير حينها) لهذا الانجاز الذي ما هو إلا عطف من السيد عيسى حياتو الكاميروني الذي لا يمكن أن ينسى فضل المغرب عليه وهو الذي تم إجلاسه على عرش الاتحاد الإفريقي لأول مرة هنا وليس في أي مكان آخر.
ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فيأتينا من غرب إفريقيا زائر غير مرغوب فيه، مرض غريب إختاروا له من بين الأسماء هذه المرة  إسم “إيبولا”، وكان طبعاً بإمكانهم أن يسموه “إكذوبا” أو “إغبولا” ..هي أسماء سميتموها !!

المهم أن هذه الأكذوبة، عفوا أقصد الإيبولا قرر أن يعاكسنا ويقسو علينا كما يفعل بنا الزمن دائما، فشاء أن يقتل الآلاف في أيام معدودة، وإستطاع أن يعبر القارات فوصل إلى أمريكا وإسبانيا. وما دمنا نستورد كل شيء من إسبانيا و أمريكا فمن المحتمل أن نستورد هذا المرض أيضا. لذلك قام وزير الصحة بتقديم نصيحة صحية لزميله وزير الشباب والرياضة بأن يطلب هذا الأخير من الاتحاد الإفريقي بتأجيل موعد كأس الأمم الإفريقية المقرر تنظيمه بداية السنة القادمة، منطلقاً من فكرة أنّ التجمعات البشرية الكبيرة يمكن أن تنقل المرض بسرعة كبيرة خاصة في ظل وجود منتخبات تنتمي إلى غرب إفريقيا، مهد الإيبولا! وطبعاً فحكمة السيد عيسى حياتو جعلته يتأنى في الرد على المغرب وقرر إعطاء مهلة حتى 2 نونبر، لكنه في الوقت ذاته بدأ يتصل بدول إفريقية يمكنها تنظيم البطولة بدل  من المغرب فإذا به يصطدم برفض الجزائر، مصر، السودان وجنوب إفريقيا!! الأمر الذي سيجبر الإتحاد على قبول طلب المغرب بالتأجيل خاصة وأن أندية أوروبية تدخلت على الخط لتأييد طلب المغرب، طبعاً ليس حباً فينا أولنا ولكن خوفاً على لاعبيها الأفارقة من أن تنقل لهم عدوى المرض!
قد يكون الشعب المغربي غير موافق على تأجيل هذه التظاهرة الرياضية لأنه إنتظر كثيراً ليستمتع بمتابعتها على أرضه، ولكني مـتأكد أن الناخب الوطني، بادو الزاكي، هو أكثر المؤيدين لقرار التأجيل لانها الطريقة الوحيدة أمامه لتشكيل منتخب قوي قادر على مواجهة منتخبات قوية كالجزائر وتونس وغانا…أما وأن تلعب البطولة في موعدها فنحن أمام حقيقة تكرار سيناريو النسخ السابقة بعدم تجاوز الدور الأول حتى وإن كانت هذه المرة فوق أرضنا وبين جماهيرنا..
ارفعوا أيديكم للسماء واطلبوا التأجيل !

Bookmark the permalink.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *